pacman, rainbows, and roller s

ISsamwap
2024-11-23 07:02soyez les bienvenus ; welcome ; مرحبا بكم

Cours pour les bachelier
دروس البكالوريا

2. الشخص بوصفه قيمة
يعتقد كانط أن للموجودات الأخرى غير الإنسان قيمة نسبية، لأنها تكون موضوعا لميول تروم منها حاجة خارجة عن ذاتها. هكذا يرى الفيلسوف أن الطبيعة العقلية للإنسان تجعل منه غاية في ذاته. لأننا حينما نروم الإنسان، نرومه لذاته. لينطلق الفيلسوف مؤكدا أن تشييء الشخص لنفسه سيحوله إلى أتفه بضاعة في سوق العملة. وبالمقابل، فإن إعماله لعقله في ذاته سيجعله يكتشف أنه موجود يملك كرامة، وسيتعالى بذلك عن كل سعر، وسيحترم نفسه، ثم سيحترم غيره بناء على قاعدتي المماثلة والمساواة. ومن هذا المنطلق نفهم، أن قيمة الشخص تتمثل في وجوده الأخلاقي الذي يجعل من الشخص غاية في ذاته.

إذا كانت مقاربة كانط تطغى عليها مسحة مثالية واضحة، فإن جون راولز J. Rawls، يعالج قيمة الشخص من منطلق فلسفي واقعي واجتماعي. فيرى الفيلسوف، أن قيمة الشخص تتمثل أساسا في مواطنته التي تفترض أن يتحول إلى فرد فاعل في المجتمع، متفاعل مع الآخرين على أساس مبدأي الحق والواجب. لأن المجتمع الديمقراطي – في منظور راولز – يشترط أن يقع التعامل مع الأفراد باعتبارهم أحرارا ومتساويين، وانطلاقا من كفاءاتهم التي تقبل الاختزال في كفائتين هما: امتلاك حس للعدالة، والتوفر على حس معين للخير. ولا يتحدد مفهوم الخير في تعاون بسيط في إطار الحياة الاجتماعية، لأنه يمتد إلى ماله قيمة في الحياة الإنسانية. ومن هذا المنطلق، يؤكد الفيلسوف أن قيمة الشخص تتحدد في ضرورة الانفتاح على الغير، وبالتالي احترامه لمختلف التعاقدات والالتزامات.

أما جورج غوسدورف G. Gusdorf، فينطلق من التساؤل حول ما إذا كانت قيمة الشخص، تتمثل في استقلاليته. ليلاحظ، أن استقلالية الذات لا تمثل الحقيقة الأولى في الوجود البشري، مبينا أن قيمة الشخص تتمثل فيما يبذله من أجل كماله الذاتي، وتلك غاية لا يمكنها أن تتحقق إلا بانفتاح الفرد عن الآخرين.

إن هذا ما دفع بالفلاسفة – في اعتقاد غوسدورف – إلى التمييز في وجود الشخص بين الذات المفكر، والذات الأخلاقية. فالشخص قد ينظر إلى ذاته كوجود متميز ومنعزل وفي غير ما حاجة إلى الآخرين. إلا أن ذلك مجرد وهم، لأن كمال الشخص، وبالتالي قيمته، لا يمكن أن يتحققا في انغلاقه على نفسه، وإنما في إقامة أشكال من التضامن والتعاون مع الغير.

إذا كان كانط يرى أن قيمة الشخص توجد في ذاته، وإذا كان كل من غوسدورف يؤكدان - كل بطريقته الخاصة – أن قيمة الشخص تتحدد في انفتاحه عن الغير، فإن السؤال التالي يحتم نفسه: هل الشخص حر في توجيه ذاته بالشكل الذي يريده؟ أم أنه خاضع لحتميات خاصة؟


إن التفكير بهذه الطريقة، قد يجعلنا نعتقد أن هوية الشخص حقيقة يمكن تبينها بشكل ميسر. لكن الواقع أن الأمر ليس بهذه البساطة، فهذا جون لوك J. Locke، مثلا، يرى أن حقيقة الشخص تتمثل في اعتباره ذلك الكائن العاقل المفكر الذكي. والوعي (أو الشعور) هو ما يمكن الشخص من تمثل حقيقة ذاته، علما بأن الوعي والتفكير متلازمان. ومن ثمة، يرى الفيلسوف، أن الرجوع إلى الذات سيظهر للفرد أنه نفس الشخص مهما تغير الزمان والمكان. وسيكون بمقدوره أن يحد نفسه باعتباره تلك الأنا التي تجسد هويته الخاصة. وبالقدر الذي تتجه الذكريات نحو الماضي (الطفولة)، بالقدر الذي تتسع هوية الشخص. واتساع الهوية لا يعني تغيرها لأن الشخص يعي أنه هو نفسه من كان يقوم بتلك الأعمال في الماضي.

ويستبعد جول لاشوليي J. Lachelier أن توجد داخل الشخص أنا ثابتة وقارة. إن الذي يولد لدى الفرد إحساسا بأن له هوية، أو ذاتا مميزة، قابل للاختزال في عاملين: استمرار نفس الطبع، وترابط الذكريات. هكذا يعتقد الشخص أن سلوكياته يحكمها خيط ناظم؛ وأن ما هو عليه اليوم مكمل لما كان عليه في الماضي. ومن ثم، تبدو انطباعاتنا النفسية اليوم تداعيات لحالات ماضية. من هذا المنطلق، يرفض الفيلسوف أن تتحد هوية الشخص في شيء قبلي متأصل في الوعي، لأن الهوية ليست إلا عبارة ذكريات تتداعى ويستدعي بعضها بعضا.

أما شوبنهاور Schopenhauer فينطلق، من رفض كل تصور يربط الهوية بصفات الشخص الجسمية لأنها دائمة التغير. لكنه يرى، في ذات الوقت، أن تقدم السن لا يمنع المرء من الإحساس بأنه نفس الشخص، كما يستطيع الناس أن يتعرفوا عليه بعد أمد طويل. إن ذلك ما يدفع إلى ربط هوية الشخص بالعناصر الثابتة، وذلك ما يدفع الناس إلى الاعتقاد أن الهوية ترتبط بالوعي. إلا أن الفيلسوف يرفض ربط الوعي بالذكرى، لأن المرء لا يتذكر إلا أحداثا مهمة وأساسية، والباقي يطويه النسيان، علاوة على أن عمل الذاكرة قد تشله أمراض أو عوارض أخرى. أما الهوية فتتسم بالاستمرارية، ولذلك لا يمكن أن تحدد في الذات الواعية أو العارفة، لأن الهوية لا تتحدد بشيء آخر غير الإرادة (التي يتمثلها الفيلسوف كشقاء وكشيء في ذاته)..

ويعتبر مونيي Mounier من الفلاسفة الذين يتفقون على أن هوية الشخص لا تتحدد في بعده الجسمي أو في تمظهراته الخارجية. ليؤكد أن الشخص ليس موضوعا: فجسم الشخص، الذي يتجسد فيه وجوده الموضوعي، قابل للمقاربة العلمية الفسيولوجية. وعلى خلاف ذلك، إننا لا نستطيع أن نتمثل إحساس الشخص بجسمه. بل إن الشخص قد يمثل وحدة من كل، ومع ذلك يظل هو هو: حيث يمكن، مثلا، أن يكون أحد الاشتراكيين، أو أحد البرجوازيين، أو أحد الموظفين...، لكننا لا نستطيع أن نقول عن شخص اسمه "برنار شارتيي"، إنه أحد من "برنار شارتيي"، وإنما نقول إنه " برنار شارتيي". كما أن الصور التي نعرفها عن الشخص تساعدنا على الاقتراب منه، إلا أن الشخص يظل بمنأى عنها لأنه ليس شيئا آخر سوى ذاته. فالشخص يظل الموجود الوحيد الذي نستطيع أن نعرفه أو نشكله انطلاقا من دواخله.

إن بعض التقاطعات التي توجد بين التصورات السابقة، لا تؤكد التقاء مطلقا في تحديد هوية الشخص.. ومع ذلك، يظل الشيء المؤكد يتمثل في أن هوية الشخص تظل فيما يمكن أن يميز الإنسان عن الأشياء، وأيضا فيما يمكن أن يميز الفرد عن الآخرين.. وذلك ما يدفع إلى طرح السؤال التالي: فيم تكمن قيمة الشخص؟




Infos :

Pays : United States
Compteur : 847

Menu principal


ISsamwap © 2007- 2024

Powered by XtGem.Com