التفكر في الكون و اثره في ترسيخ الايمان:آبات الانفس و الافاق
اولا : مفهوم التفكر و مجالاته:
أ التفكر هو اعمال الخاطر و التامل العميق في معاني المخلوقات لادراك وجود الخالق و الايمان بوحدانيته و عظمته و الاستفادة من القوانين و النواميس التي وضعها الحق سبحانه في هذه الكائنات.
مجالات التفكر:
آ-مجال الانفس:اي التفكر في الاسرار التي وضعها الله سبحانه في الانسان قال تعالى:(و في انفسكم افلا تبصرون) و هي دعوة الى التامل في جسم ارنسان و مكوناته و اجهزته الداخلية و الخارجية التي تحمل الاعجاز الرباني و تدل على عظمة الخالق , و نكتفي بمثال واحد على ذلك الا و هو اعجاز البصمات فكل انسان له بصمة خاصة به لا تتشابه مع بصمة غيره و لو بين التوائم الحقيقيين
ب-مجال الأفاق:و هو كل ما يحيط بنا سواء في الارض كالجبال و البحار و الشجر و النبات و الحيوان و الحشرات او في الفضاء الخارجي كالكواكب و الاقمار و النجوم و المجرات و التامل فيها بقودنا الى معرفة الخالق و ترسيخ الايمان به و تحسين حياتنا و عيشنا و تحقيق سعادة الدارين,القرآن الكريم في كثير من الأيات الكريمة دعانا الى اعمال الفكر في تجليات هذا الكون كالجبال التي تحافظ على توازن الارض و تثبت قشرتها,و الزلازل و الخسوف و الكسوف و الصواعق و السحاب و المطر و آثار الامم السابقة لكي نستخلص الدروس و العبر.
ثانيا:فوائد التفكر في الكون:
أ-فوائد في ترسيخ الايمان:
-ازدياد الايمان بالخالق من خلال معرفته الحقيقية.
التواضع امام عظمة الخالق و التعجب في قدرته.
الارتقاء بالفكر من المجالات المادية المحدودة الى الآفاق الرحبة الواسعة من خلال التساؤلات العميقة من مثل من خلق هذا الكون و لماذا و ما نهايته....
رضا الله و محبته لمن استجاب لدعوته باعمال العقل و الفكر و تدبر هذا الخلق لان ذلك هي الوسيلة الموصلة الى معرفة الله عن حق.
ب-فوائد في تطوير العلم و المعرفة:
ان اهم الاختراعات و الاكتشافات العلمية التي توصل اليها الانسان جاءت نتيجة اعمال العقل و التفكر في آيات الانفس و الآفاق و نتيجة تراكم المعرفة من جيل الى جيل,و من امثلة ذلك نذكر:
-المجال الطبي الذي كان بدائيا الى عهد قريب ,حيث بتداوى الناس بالسحر و الشعودة و الاضرحة او الاعشاب دون ضبط و لكن مع اعمال العقل و البحث المنهجي تم اكتشاف الامراض و مسبباتها و طرق علاجها و اختراع الالات و الاجهزة المساعدة على ذلك.
-مجال التواصل الذي شهد قفزة هائلة باختراع وسائل حطمت كل الحدود و اصبح العالم بفصلها قرية صغيرة,هذه الوسائل لم تمكن الانسان من التنقل على الارض بسرعة فائقة بل مكنته من معرفة دقائق الكون من مثل التلسكوبات العملاقة و الاقمار الاصطناعية.